Wednesday, January 29, 2014

اليوم 21 من شهر طوبة سنة 1730 ش

اليوم الواحد والعشرون من شهر طوبة المبارك أحسن الله إنقضاؤه ...
وأعاده علينا وعليكم ونحن في هدوء وإطمئنان ...
مغفوري الخطايا والآثام من قِبَل مراحم الرب يا آبائي وإخوتي آمين ...
نياحة والدة الاله القديسة مريم العذراء (21 طوبة)

فى مثل هذا اليوم نعيد بتذكار السيدة العذراء الطاهرة البكر البتول الذكية مريم والدة الإله الكلمة أم الرحمة، الحنونة شفاعتها تكون معنا. آمين.

نياحة القديس غريغوريوس اخ القديس باسيليوس الكبير (21 طوبة)

في مثل هذا اليوم من سنة 396 م. تنيح القديس غريغوريوس أخ القديس باسيليوس الكبير. كان هذا الآب العظيم مع اخوته من ذوي الفضيلة، كما كان بليغا في علم المنطق واللغة اليونانية، وكان شديد الغيرة علي الأمانة المستقيمة. ولما عرفت عنه هذه الصفات الصالحة والخلال الحسنة اختير رغما عنه لرتبة الأسقفية.

فرسم علي مدينة نيسس، فرعي رعية المسيح التي أؤتمن عليها احسن رعاية، حيث أضاء النفوس بمواعظه ومصنفاته، وشرح اكثر الأسفار المقدسة. وقد نفي، ولكنه عاد بأمر الملك ثاؤدسيوس الكبير إلى نيسس سنة 378 مز ولما اجتمع الآباء المئة والخمسون بمدينة القسطنطينية سنة 381 بسبب هرطقة مقدونيوس بطريركها، بامر الملك ثاؤدسيوس، كان هذا الاب أحد الحاضرين. وقد أفحم هذا الآب سبليوس ومقدونيوس وأبوليناروس مفندا أراءهم الكفرية كما فل بسيف خطبه حجج الملحدين.

وقد قيل عنه انه عندما كان يصلي القداس الإلهي كان يري الشاروبيم علي المذبح. ولما كملت له ثلاث وثلاثون سنة في الأسقفية، آتي إليه أخوه القديس باسيليوس ليفتقده. لأنه كان قد مرض من كثرة النسك، فتلقاه بفرح. ولما عزم القديس غريغوريوس ان يقيم القداس، أخذته غفوة، وظهرت له السيدة العذراء وقالت له اليوم ستأتي إلينا. وقد تنيح في نفس اليوم، فصلي عليه أخوه القديس باسيليوس ودفنوه بإكرام جزيل. صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما ابديا امين.

نياحة القديسة ايلارية ابنة الملك زينون (21 طوبة)

في مثل هذا اليوم تنيحت القديسة البارة إيلارية ابنة الملك زينون الذي كان أرثوذكسيا محبا للكنيسة. ولم يرزق سوي إيلارية وأختا لها اسمها ثاؤبستا، فهذبهما أبوهما وعلمهما أصول الدين القويم. ونشأت إيلارية علي حب الوحدة وخطر علي بالها فكر الرهبنة ولباس الإسكيم. فخرجت من بلاط أبيها وتزينت بزي الرجال وأتت إلى ديار مصر حيث كان عمرها وقتئذ ثماني عشرة سنة. ومن هناك قصدت برية القديس مقاريوس، وقابلت رجلا قديسا اسمه الأنبا بمويه وعرضت عليه رغبتها في الرهبنة، وترهبت باسم الراهب إيلاري.

وبعد ثلاث سنين عرف القديس الأنبا بمويه أنها إيلارية ابنة الملك زينون، فكتم أمرها وجعلها في مغارة وكان يفتقدها من حين لأخر، حيث أقامت خمس عشرة سنة. وإذ لم تظهر لها لحية، ظن الشيوخ انها خصي فكانوا يدعونها " إيلاري الخصي". أما أختها ثاؤبستا فقد اعتراها شيطان رديء، وانفق عليها والدها مالا كثيرا دون جدوي. وأخيرا أيشار عليه رجال بلاطه ان يرسلها إلى شيوخ شيهيت، لان صيت قداساهم كان قد بلغ كل البلاد الرومانية.

فأرسلها مع أحد عظماء المملكة ترافقه حاشية من الجند والخدم، وسلمه كتابا إلى شيوخ البرية يبثهم آلمه، ويذكر لها ان الله تعالي قد رزقه ابنتين، واحدة خرجت ولم تعد ولا يعلم مكانها ولا أخبارها، والأخرى قد اعتراها شيطان رديء يعذبها دواما. وكان يتمني ان يكون له بها عزاء عن أختها، ويسألهم الصلاة عليها ليشفيها الرب مما قد ألم بها. فلما وصلت الأميرة بحاشيتها برية شيهيت وقرا الشيوخ كتاب الملك، وصلوا عليها أياما كثيرة فلم تبرا.

وأخيرا قرر رأي الآباء ان يأخذها القديس إيلاري الخصي " إيلارية أختها " ويصلي عليها فامتنع. ولكن الشيوخ ألزموه فأخذها، وقد عرفت القديسة انها أختها وأما هي فلم تعرفها. فكانت إيلارية تعانق أختها وتقبلها وتخرج فتبكي كثيرا. وبعد أيام قليلة برئت أختها من مرضها فأخذها القديس إلى الشيوخ وقال لهم: بصلواتكم أيها الآباء قد وهبها الله الشفاء. فأعادوها إلى والدها بسلام. فلما وصلت إليه فرح مع كل أهل القصر لعودتها اليهم سالمة، وشكروا السيد المسيح كثيرا

وبعد ذلك سألها: كيف كان حالها في برية شيهيت؟ فقالت: ان القديس إيلاري الذي شفاها، ثم حكت له القصة كاملة، فساورته الشكوك في ذلك الراهب، وأرسل إلى الشيوخ يطلب إرسال القديس إيلاري الذي أبرا ابنته لينال بركته. ولما أمره الشيوخ بالذهاب إليه بكي بكاء حارا أمام الشيوخ متوسلا إليهم ان يعفوه من الذهاب. فقالوا له هذا ملك بار محب للكنيسة المقدسة، والواجب يحتم عدم مخالفته كما أوصتنا الكتب. وبعد جهد ذهب إلى الملك فسلم عليه هو ومن معه.

ثم اختلي الملك والملكة به وقالا: كيف كنت أيها القديس تعانق الأميرة؟ فقال لهما الراهب احضروا لي الإنجيل وتعهدا لي أنكما لا تحولا دون عودتي إلى البرية إذا أجبتكما إلى طلبكما. فاحضرا له الإنجيل وتعهدا له كما أراد، فأجابهما إلى طلبهما، وعرفهما بنفسه قائلا: انا " ابنتكما أيلارية "، ثم روت لهما حالها من يوم خروجها إلى تلك اللحظة، فعلا صوت والديها بالبكاء، وحدث هرج كثير في القصر، ومكثت ثلاثة اشهر، ثم أرادت العودة إلى حيث كانت، فلم يطلقاها إلا بعد ان ذكرتهما بالعهد الذي قطعاه لها.

وكتب الملك إلى والي مصر يأمر ان يرسل إلى البرية كل عام مائة إردب قمح وستمائة قسط زيت وكل ما يحتاج إليه رهبان الدير. وقد اهتم الملك ببناء القلالي كما بني قصرا بديعا بدير القديس مقاريوس. ومنذ ذلك الحين ازداد عدد الرهبان في تلك البرية. أما القديسة إيلارية فقد أقامت بعد عودتها من عند أبيها إلى البرية خمس سنوات، ثم تنيحت بسلام، ولم يعلم أحد انها كانت فتاة إلا بعد نياحتها. صلاتها تكون معنا آمين.

(صورة القديسة إيلارية)

No comments:

Post a Comment