Tuesday, October 22, 2013

اليوم 13 من شهر بابه سنة 1730 ش

 اليوم الثالث عشر من شهر بابه المبارك أحسن الله إستقباله ...
وأعاده علينا وعليكم ونحن في هدوء وإطمئنان ...
مغفوري الخطايا والآثام من قِبَل مراحم الرب ...
يا آبائي وإخوتي آمين ...
الأربعاء 23 من أكتوبر 2013 م - 13 من بابه 1730 ش
نياحة القديس زكريا الراهب بن قاربوس (13 بابة)

فى هذا اليوم تنيح القديس المجاهد زكريا الراهب. وكان أبوه يدعى قاريوس. و كان متزوجاً؛ غير أنه إشتاق إلى الرهبنة و كاشف زوجته بما يجول بخاطره. فوافقته على ذلك. و كان له إبن و إبنة فتركهما عند أمهما وقصد برية شيهيت و ترهب عند شيخ قديس هناك. 

و بعد قليل حدث غلاء شديد فى البلاد فأخذت الزوجة ولديها و ذهبت إلى البرية حيث كان أبوهما قاريوس، وشكت له ما تقاسيه من الغلاء و سلمته ولديه. أما هو فقال لها: إن الله قد قسم بينا فخذى أنتِ الابنة و إتركى لى الولد. فأخذتها وإنصرفت و أخذ هو الصبى و أتى به إلى الشيوخ فصلوا عليه و تنبأوا عنه أنه سيكون راهباً كاملاًًً. 

و تربى زكريا فى البرية تربية صالحة، وتقدم فى كل فضيلة. و لحسن طلعته و جمال صورته حدث تذمر فى الأسقيط بسببه. إذ قالوا: كيف يكون صبى مثل هذا فى البرية بين الرهبان؟ فلما سمع القديس زكريا بهذا ذهب إلى بحيرة النطرون من غير أن يعلم أحداً، و خلع ثيابه و نزل فى البِركة و أنغمس فيها عدة ساعات، فتحول لون جسمه إلى السواد و صار كالمجذوم. 

ثم صعد من الماء و لبس ثيابه و اتى إلى أبيه فلم يعرفه إلا بعد أن تفرس فيه جيداً. و لما سأله عن الذى غير منظره أعلمه بما فعل. و لما كان يوم الأحد مضى مع أبيه إلى الكنيسة ليتناول الأسرار المقدسة فكشف الله للقديس إيسيذورس قس الأسقيط ما صنعه القديس زكريا، فتعجب و قال للرهبان: إن زكريا تقدم فى الاحد الماضى كانسان، أما الأن فقد صار ملاكاً. 

و قد حاز هذا القديس جميع الفضائل و خصوصاً الاتضاع، فكان فيه كاملاً حتى ان أباه قال عنه: إننى تحملت تعباً كثيراً فى الجهاد و لكننى لم اصل إلى رتبة إبنى زكريا. و أقام هذا القديس مجاهداً و ناسكاً خمساً و أربعين سنة. و دخل إلى البرية و هو إبن سبع سنين، فكانت أيام حياته إثنين و خمسين سنة ثم تنيح بسلام.
صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً. أمين. 

No comments:

Post a Comment