اليوم السابع من شهر توت المبارك ...
أحسن الله إستقباله ...
وأعاده علينا وعليكم ونحن في هدوء وإطمئنان ...
مغفوري الخطايا والآثام من قِبَل مراحم الرب ...
يا آبائي وإخوتي ... آمين ...
الثلاثاء 17 من سبتمبر 2013 - 7 من توت 1730 ش
نياحة البابا ديسقورس 25 (171م - 454 ش.) (7 توت)
في مثل هذا اليوم من سنة 451 م. تنيح الأب المغبوط، بطل الأرثوذكسية العظيم القديس ديسقورس الخامس والعشرون من باباوات الإسكندرية. وكانت نياحته في جزيرة غاغرا بعد أن جاهد الجهاد الحسن عن الأمانة الأرثوذكسية. وذلك أنه لما دعي إلى المجمع الخلقدوني بأمر الملك مرقيان، رأى جمعا كبيرا من أساقفة يبلغ عددهم ستمائة وثلاثين أسقفا، فقال ما هو الذي تنقصه الأمانة حتى اجتمعت هذه الجماعة العظيمة؟ فقالوا له ان هذه الجماعة اجتمعت بأمر الملك، فقال ان كان هذا المجمع بأمر السيد المسيح، فأنا أحضره، وأتكلم بما يتكلم به الرب على لساني وان كان قد اجتمع بأمر الملك، فليدبر الملك مجمعه كما يريد،
وأذ رأى أن لاون بطريرك رومية قد علّم أن للمسيح طبيعتين ومشيئتين من بعد الاتحاد، انبرى لدحض هذا المعتقد الجديد فقال "ان المسيح واحد، هو الذي دعي إلى العرس كإنسان، وهو الذي حول الماء خمرا كإله، ولم يفترق في جميع أعماله"، واستشهد بقول البابا كيرلس "ان اتحاد كلمه الله بالجسد، كاتحاد النفس بالجسد، وكاتحاد النار بالحديد، وان كانا من طبيعتين مختلفتين، فباتحادهما صارا واحدا".،
كذلك السيد المسيح، مسيح واحد،. ورب واحد، طبيعة واحدة، مشيئة واحدة. فلم يجسر أحد من المجتمعين في المجمع أن يقاومه وقد كان فيهم من حضر مجمع أفسس الذي اجتمع على نسطور وأعلموا الملك مرقيان والملكة بلخاريا، أنه لم يخالف أمركما في الأمانة إلا ديسقورس بطريرك مدينة الإسكندرية. فاستحضراه هو والمتقدمين في المجمع من الأساقفة، واستمروا يتناقشون ويتباحثون إلى أخر النهار، والقديس ديسقورس لا يخرج عن أمانته،
فشق ذلك على الملك والملكة، فأمرت الملكة بضربه على فمه، ونتف شعر لحيته، ففعلوا ذلك، فاخذ الشعر والأسنان التي سقطت، وأرسلها إلى الإسكندرية قائلا: هذه ثمرة الإيمان،أما بقية الأساقفة فانهم لما رأوا ما جرى لديسقورس، وافقوا الملك، لأنهم خافوا أن يحل بهم ما حل به، فوقعوا يديهم على وثيقة الاعتقاد بان للمسيح طبيعتين مختلفتين مفترقتين، فلما علم ديسقورس، أرسل فطلب الطومس (أي الإقرار الذي كتبوه) زاعما أنه يريد أن يوقع مثلهم، فلما قرأه كتب في أسفله بحرمهم وحرم كل من يخرج عن الأمانة المستقيمة، فاغتاظ الملك وأمر بنفيه إلى جزيرة غاغرا، ونفى معه القديس مقاريوس أسقف ادكو، واثنان آخران، وظل المجمع بخلقيدونية.
ولما مضوا بالقديس ديسقورس إلى جزيرة غاغرا، قابله أسقفها مظهرا الاستخفاف بشأنه والاستهانة بشخصه، لأنه كان نسطوريا، غير أن الله أجرى على يد القديس ديسقورس آيات وعجائب كثيرة عظيمة فأطاعوه كلهم وبجلوه، وزادوا في إكرامه لأن الله يمجد مختاريه في كل مكان. وأما القديس مقاريوس رفيقه في المنفى فقال له القديس ديسقورس أنت لك إكليل في الإسكندرية. ثم أرسله مع أحد التجار المؤمنين إلى هناك وفيها نال إكليل الشهادة. أما القديس ديسقورس. فقد أكمل جهاده الحسن. وانتقل من هذه الحياة الباطلة ونال إكليل الحياة الأبدية في جزيرة غاغرا. حيث وضع جسده هناك. صلواته وبركاته تكون معنا جميعا. أمين.
نياحة القديس سوريانوس أسقف جبلة (405م -121ش) (7 توت)
وفي مثل هذا اليوم أيضا تنيح الأب القديس الفاضل سوريانوس آسقف جبلة ببلاد اليونان. وكان اسم والده بالاريانوس. وقد تعلم الحكمة العالمية التي للأثينيين. ثم مضى إلى قيصارية. وتعلم على يد من بها. ثم عاد إلى رومية وتثقف بعلوم الكنيسة. وحفظ العتيقة والحديثة في سنين قليلة. وبعد هذا تنيح والداه وتركا له مالا جزيلا.
فأراد أن يعطيه للمسيح لكي ينال العوض عنه مائة ضعف. فبنى فندقا لضيافة الغرباء والمساكين والمنقطعين وأقام فيه وكلاء لتوزيع ما يجمع على المساكين. حتى أنهم أطلقوا أسمه على تلك المواضع بعد رحيله من العالم بزمان طويل. وأذ كان عمه والى المدينة فقد أبلغ أمره إلى الملك أنوريوس بأنه قد بدد ماله على اسم السيد المسيح ليأخذ منه عوضه مائة ضعف كما وعد في إنجيله. فاعجب به الملك ودعاه إليه وأمر. بالا يفارق القصر.
وكان يأخذه معه إلى الكنيسة وكان الجالس على كرسى رومية في ذلك الزمن هو البابا اينوكنديوس. فهذا أوحى إليه من قبل الله بان سوريانوس سيؤتمن على جماعة كثيرة فصار يكرمه ويبجله. ويشتهى ألا يفارقه وصار محبوبا من الجميع. ولما رأى هذا القديس إكرام الناس له خشي أن يضيع تعبه. وعزم على الهروب من مجد العالم سرا، فظهر له ملاك الرب " وأمره أن يمضى إلى مدينة جبلة. وهناك يكون مدبرا لنفوس كثيرة فخرج ليلا ومعه تادرس تلميذه بعد أن ألبسه اسكيم الرهبنة. وأرسل الرب إليه نورا يهديه إلى تلك الجهة وكان بها دير يرأسه رجل قديس، فعلم برؤيا عن قدوم القديس سوريانوس فخرج واستقبله وأعلمه بما قد رآه. وبلغ صيته إلى تلك الجهة. فتقاطرت إليه جموع كثيرة لا تحصى. وأرسل ثاؤدسيوس الملك من قبله من جدد له أحد الأديرة ليقيم به كما حدد له الملك وصار معزيا لنفوس كثيرة، مداوما على تعليم وإرشاد الرهبان حتى صاروا قديسين كالملائكة.
وأجرى الرب على يديه آيات كثيرة، منها أن ابنة والى جبلة كان بها روح نجس وكان يقول لأبيها: ان أنت أخرجت سوريانوس من هذا الأمر خرجت أنا من ابنتك. ولما أعلم أبوها القديس بذلك كتب له ورقعة يقول فيها: باسم يسوع المسيح تخرج منها، فلما عاد إلى ابنته بالورقة صرخ الشيطان وخرج منها، واتفق مرة أن قوم من السحرة مع بعض الجند على أن يقتحموا ديره، فضربوا بالعمى. ولبثوا كذلك ثلاثة أيام حتى صلى القديس عنهم فشفوا.
وكان أسقف المدينة ويسمى فيلادلفس قد علم برؤيا من قبل الله أن القديس سوريانوس سيجلس على كرسيه من بعده. فأعلم شعبه بذلك فلما رسم سوريانوس اجتهد في رعاية شعبه أفضل رعاية. وكان في تلك المدينة يهودي اسمه سكطار يفتخر بعلمه.. هذا جاء إلى القديس وجادله وانتهى به الحال إلى الاقتناع بصحة الديانة المسيحية والإيمان بالسيد المسيح. كما آمن غيره من السحرة. وفي أيامه زهت مصر برهبانها كما زهت القسطنطينية بالقديس يوحنا ذهبي الفم.
وكان لما أعلن الفرس الحرب على أنوريوس وأرغاديوس فأرسلا إليه يطلبان منه الصلاة عن المملكة. فأرسل إليهم يقول ان كنا للمسيح، ومملكتنا من المسيح فلا نحتاج إلى سلاح ولا حراب ولا رجال. وذكر لهما ما صنعه الرب مع من أرضاه من الملوك السالفين. ولما غضبت أود كسيا على ذهبي الفم وأحضرت هذا القديس ضمن من جمعتهم للمحاكمة بكتها قائلا "ان ذهبي الفم لم يعمل شيئا يوجب نفيه". ولكنها لم تسمع له، قد كتب مقالات كثيرة ومواعظ وميامر وهى مدونة في كتب الكنيسة إلى الآن. وشاخ وبلغ من العمر مئة سنة وقبل خروجه من الجسد بعشرة أيام، ظهر له ملاك الرب وأعلمه بيوم انتقاله من هذا العالم. فأوصى شعبه وتنيح بسلام. وكفنوا جسده الطاهر كما يليق وأودعوه القبر. وكانت نياحته قبل نياحة يوحنا ذهبي الفم بسنتين. صلاته تكون معنا. أمين.
نياحة البابا يؤانس الثاني عشر "93" (1483م) (7 توت)
تذكار نياحة البابا يوأنس الثاني عشر 93. صلاته تكون معنا، ولربنا المجد دائما أبديا آمين..
استشهاد القديسة رفقة وأولادها الخمسة (أغاثون. بطرس. يوحنا. أمون. امونة) 303-305م (7 توت)
في مثل هذا اليوم استشهد القديسون أغاثو وبطرس ويوحنا وأمون وأمونا ورفقة أمهم. وهؤلاء من قمولا من أعمال قوص. ظهر لهم السيد المسيح وعرفهم ما سيكون من أمرهم. أنهم سوف ينالون إكليل الشهادة بشبرا القريبة من الإسكندرية. وتنقل أجسادهم إلى مقرها من أعمال البحيرة.
ففرح القديسون بهذه ا الرؤيا. وقاموا باكرا ووزعوا أمولهم على المساكين. وكان أغاثو أخوهم الكبير مقدم بلده محبوبا من الكل. وكانت رفقة أمهم تقويهم. وتصبرهم على احتمال العذاب على اسم السيد المسيح. ثم أتوا إلى مدينة قوص، واعترفوا بالمسيح على يد ديوناسيوس الأسفهسلار. فعذبهم عذابا شديدا. وابتدأ بأمهم، فعذبها وهى صابرة فرحة، ثم أولادها الخمسة. فلما تعب من عذابهم أشاروا عليه أن يرسلهم إلى الإسكندرية لئلا يضلوا الناس. لأنهم كانوا محبوبين عند كل أحد وقد أمن بسببهم جماعة كثيرة واعترفوا بالسيد المسيح. ونالوا إكليل الشهادة. ولما أتوا بالقديسين إلى أرمانيوس الدوق بالإسكندرية وكان ببلد يقال لها شبرا. وعرف قضيتهم،عذبهم عذابا شديدا، ومزق لحومهم وألقاهم في الخلقين وعصرهم بالهنبازين. ثم صلبهم منكسين،
وفي هذا جميعه كان السيد المسيح يقيمهم بلا فساد حتى خزي الوالي وجماعته. وأخيرا أمر أن تقطع رؤوسهم. وتغرق، أجسادهم في البحر، وبعد أن قطعت رؤوسهم وضعوا أجسادهم في زورق ليلقوا بهم في البحر، وعندئذ أرسل الله ملاكه لرجل أرخن من نقرها من أعمال البحيرة، من كرسي ميصيل. وأرشده أن يأخذ أجساد القديسين ففرح بذلك جدا. وجاء إلى حيث الأجساد. وأعطى الجند فضة كثيرة وأخذ الأجساد المقدسة ووضعها في الكنيسة وسمع صوتا يقول "هذا مسكن الأبرار"،
ولم تزل هناك إلى أن مضى زمان الاضطهاد. فأظهروها وبنوا لها كنيسة كبيرة. وأظهر الرب من أعضائهم آيات وعجائب ثم نقلوا أجسادهم إلى مدينة سمبوطية، وهى الآن سنباط، حيث توجد في الكنيسة المعروفة باسم "الخمسة وأمهم"، أو "الست رفقة "، والتى يقصدها كثيرون كل عام للزيارة ونوال البركة. شفاعتهم تكون معنا. أمين.
No comments:
Post a Comment