اليوم التاسع والعشرون من شهر هاتور المبارك أحسن الله إنقضاؤه ...
وأعاده علينا وعليكم ونحن في هدوء وإطمئنان ...
مغفوري الخطايا والآثام من قِبَل مراحم الرب ...
يا آبائي وإخوتي آمين ...
الأحد 8 من ديسمبر 2013 م - 29 من هاتور سنة 1730 ش
استشهاد البابا بطرس خاتم الشهداء 17 (29 هاتور)
في مثل هذا اليوم استشهد القديس بطرس بابا الإسكندرية السابع عشر وخاتم الشهداء، وكان أبوه كبير قسوس الإسكندرية، اسمه ثاؤدسيوس، واسم أمه صوفية، وكانا خائفين من الله كثيرًا ولم يرزقا ولدًا. فلما كان الخامس من شهر أبيب وهو عيد القديسين بطرس وبولس، ذهبت أمه إلى الكنيسة، فرأت النساء وهن حاملات أولادهن، فحزنت جدًا وبكت، وسالت السيد المسيح بدموع إن يرزقها ولدار، وفي تلك الليلة ظهر لها بطرس وبولس وأعلماها إن الرب قد قبل صلاتها، وسوف يعطيها ولدا تسميه بطرس، وأمرها إن تمضي إلى البطريرك ليباركها،
فلما استيقظت عرفت زوجها بما رأت ففرح بذلك ثم مضت إلى الآب البطريرك وعرفته بالرؤيا وطلبت منه إن يصلي من اجلها فصلي وباركها، وبعد قليل رزقت هذا القديس بطرس، وفي كمال سبع سنين سلموه للبابا ثاؤنا مثل صموئيل النبي، فصار له كابن خاص وألحقه بالمدرسة اللاهوتية، فتعلم وبرع في الوعظ والإرشاد، ثم كرسه أغنسطسًا فشماسًا، وبعد قليل قسًا وصار يحمل عنه كثيرًا من شئون الكنيسة،
وتنيح البابا ثاؤنا بعد إن أوصى إن يكون الآب بطرس خلفا له، فلما جلس علي الكرسي المرقسي، استضاءت الكنيسة بتعاليمه، وكان في أنطاكيا رئيس كبير قد وافق الملك دقلديانوس علي الرجوع إلى الوثنية وكان له ولدان، فلم تتمكن أمهما من عمادهما هناك، فاتت بهما إلى الإسكندرية، وقد حدث وهي في طريقها إن هاج البحر هياجا عظيما، فخافت إن يموت الولدان غرقا من غير عماد، فغطستهما في ماء البحر وهي تقول "باسم الآب والابن والروح القدس"، ثم جرحت ثديها ورسمت بدمها علامة الصليب المجيد علي جبهتي ولديها، عندئذ هدأ البحر ووصلت إلى الإسكندرية سالمة بولديها،
وفي ذات يوم قدمتهما مع الأطفال المتقدمين للمعمودية، فكان كلما هم الآب البطريرك بتعميدهما، يتجمد الماء كالحجر، وحدث هكذا ثلاث مرات، فلما سألها عن أمرها عرفته بما جري في البحر، فتعجب ومجد الله قائلا "هكذا قالت الكنيسة، إنها معمودية واحدة".
وفي أيام هذا البابا ظهر اريوس المخالف، فنصحه القديس بطرس كثيرا إن يعدل عن رأيه الفاسد فلم يقبل، فحرمه ومنعه من شركة الكنيسة، واتصل بالملك مكسيميانوس الوثني، إن بطرس بطريرك الإسكندرية يحرض الشعب علي ألا يعبدوا الإلهة، فحنق جدا وامتلأ غيظا، وأوفد رسلا أمرهم بقطع رأسه، فلما وصلوا إلى الإسكندرية فتكوا بالشعب، ودمروا اغلب البلاد المصرية، ونهبوا الأموال، وسلبوا النساء والأطفال، وقتلوا منهم نحو ثمانمائة وأربعين آلفا، بعضهم بالسيف والبعض بالجوع والحبس،
ثم عادوا إلى الإسكندرية، وقبضوا علي الآب البطريرك وأودعوه السجن، فلما علم الشعب باعتقال راعيهم تجمهروا أمام باب السجن، يريدون إنقاذه بالقوة، فخشي القائد المكلف بقتله إن يختل الأمن العام، وإرجاء تنفيذ الأمر إلى الغد، فلما رأي القديس ذلك أراد إن يسلم نفسه للموت عن شعبه، واشتهي إن ينطلق ويصير مع المسيح بدون إن يحدث شغب أو اضطراب بسببه، فأرسل واستحضر أبناءه وعزاهم وأوصاهم إن يثبتوا علي الإيمان المستقيم،
فما علم اريوس المجدف إن القديس بطرس سيمضي إلى الرب ويتركه تحت الحرم، استغاث إليه بعظماء الكهنة إن يحله فلم يقبل وأعلمهم إن السيد المسيح قد ظهر له هذه الليلة في الرؤيا وعليه ثوب ممزق، فأساله "من شق ثوبك يا سيدي؟" فأجابه إن اريوس هو الذي شق ثوبي، لأنه فصلني من أبى فحذار إن تقبله، وبعد ذلك استدعي القديس بطرس قائد الملك سرا وأشار عليه إن ينقب حائط السجن من الخلف في الجهة الخالية من المسيحيين،
فذهل القائد من شهامة الآب، وفعل كما أمره وأخرجه من السجن سرا، وأتى به إلى ظاهر المدينة إلى المكان الذي فيه قبر القديس مرقس كاروز هذه الديار، وهناك جثا علي ركبتيه وطلب من الله قائلا "ليكن بدمي انقضاء عبادة الأوثان، وختام سفك دماء المسيحيين، فاتاه صوت من السماء سمعته عذراء قديسة كانت بالقرب من المكان، يقول "آمين"، أي يكون لك كما أردت، ولما أتم صلاته تقدم السياف وقطع رأسه المقدس
وظل الجسد في مكانه حتى خرج الشعب من المدينة مسرعا إلى حيث مكان الاستشهاد لأنه لم يكن قد علم بما حدث، فأخذوه الجسد الطاهر والبسوه ثياب الجبرية وأجلسوه علي كرسي مار مرقس الذي كان يرفض الجلوس عليه في حياته، وكان يقول في ذلك انه كان يري قوة الرب جالسة عليه فلا يجسر هو إن يجلس، ثم وضعوه حيث أجساد القديسين وكانت مدة جلوسه علي الكرسي احدث عشرة سنة، صلاته تكون معنا آمين.
استشهاد البابا أكليمنضس بروميا (29 هاتور)
في مثل هذا اليوم استشهد القديس أكليمنضس أسقف رومية، وقد ولد هذا الآب برومية، من والد شريف الحسب اسمه فستينوس أحد أعضاء مجلس الأعيان، فعلمه وأدبه بالاداب اليونانية، ولما قدم رومية القديس بطرس الرسول وسمع أكليمنضس بكرازته، استدعاه إلى مجلسه وباحثه كثيرا، فبين له الرسول بطلان عبادة الأوثان، واثبت له ألوهية السيد المسيح الذي به يبشرون وباسمه تجري المعجزات، فآمن علي يديه وتعمد منه،
ثم تبعه من ذلك اليوم، وكان يكتب سير التلاميذ وما يقاسوه علي أيدي الملوك والولاة، ثم بشر في مدن عديدة وآمن علي يده كثيرون، وهو الذي سلم إليه الرسل كتب قوانينهم، وصار بطريركا علي رومية في أواخر القرن الاول المسيحي، فبشر فيها ورد كثيرين من أهلها إلى معرفة السيد المسيح، وسمع عنه الملك ترايان، فاستحضره مقبوضا عليه وأمره بالسجود للأوثان، وإنكار السيد المسيح فلم يطعه، وإذ خشي الملك من تعذيبه أمام أهل المدينة وأهله، نفاه إلى إحدى المدن، وكتب رسالة إلى واليها ليعذبه ثم يقتله،
فربط الوالي عنقه بمرساة وألقاه في البحر، وهكذا اسلم هذا القديس روحه الطاهرة، ونال إكليل الشهادة في السنة المائة للمسيح، وبعد سنة من انتقاله انحسرت اللجة عن جسده، فظهر في قاع البحر كأنه حي، ودخل كثيرون وتباركوا منه وأرادوا نقله من مكانه، فاحضروا تابوتا من رخام ووضعوه فيه، ولما أرادوا إخراجه من البحر، لم يقدروا علي تحريكه، فعلموا انه لا يريد الانتقال من مكانه فتركوه ومضوا، وصارت اللجة تنحصر عنه يوم عيده في كل سنة، فيدخل الزوار إليه ويتباركون منه،
وكثر تردد المسافرين عليه، وهم يعاينون هذا العجب، ومن جملة ما كتب عن عجائبه “ انه في بعض السنين دخل الزوار ليتباركوا منه، وقد نسوا عند خروجهم صبيا صغيرا خلف تابوت القديس، وكان ذلك بتدبير من السيد المسيح ليظهر فضل محبته، وما نالوه من الكرامة، ولما تذكر والدا الطفل ابنهما أسرعا إلى البحر، فوجدوا اللجة قد عادت وغطت التابوت، فتحققا إن ولدهما قد مات في البحر وآكلته الوحوش، فبكياه وأقاما التراحم والقداسات كالعادة، وفي السنة التالية انحسرت اللجة، ودخل الناس كعادتهم فدهشوا إذ وجدوا الصبي حيا، فسألوه كيف كان مقامك؟ وبماذا كنت تتغذى؟ فقال إن القديس كان يطعمني ويسقيني ويحرسني من وحش البحر، فمجدوا السيد المسيح الممجد في قديسيه.
صلاته تكون معنا آمين.
استشهاد القديسة كاترين الاسكندرانيه عام 307 ميلادية (29 هاتور)
تذكار استشهاد القديسة كاترين الاسكندرانيه. صلواتها تكون معنا ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين.
تذكار الأعياد الثلاثة السيدية الكبرى (29 هاتور)
No comments:
Post a Comment